ما هي أنواع التهديدات الرقمية؟

cyber security
أنواع التهديدات الرقمية

مع تطور أنواع التهديدات الرقمية وتعدد أشكالها، أصبح فهم طبيعة هذه التهديدات خطوة أساسية لبناء منظومة أمنية فعالة. بعد التعرف على مفهوم الأمن السيبراني وكيفية بناء استراتيجية متكاملة له، يأتي دور تحديد التهديدات التي تستهدف الأنظمة والبيانات. معرفة أنواع هذه التهديدات تساعد المؤسسات على اختيار الخدمات الأمنية المناسبة والاستجابة السريعة لأي محاولة اختراق قبل أن تتحول إلى أزمة حقيقية.

ما هي التهديدات الرقمية؟

التهديدات الرقمية هي محاولات الوصول غير المصرح به إلى الأنظمة والشبكات لتنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف البيانات والموارد الرقمية. تتراوح هذه التهديدات من رسائل التصيد الاحتيالي البسيطة إلى البرمجيات الخبيثة المتقدمة التي تبقى مخفية لأشهر قبل أن تتسبب في خسائر كبيرة.

أنواع التهديدات الرقمية

أنواع التهديدات الرقمية

التهديدات الرقمية تتطور باستمرار مع التقدم التكنولوجي، وتتنوع في أساليبها وأهدافها وتأثيرها على المؤسسات والأفراد. تُصنف هذه التهديدات حسب آلية الهجوم والهدف المستهدف والأضرار المحتملة.

وتتلخص أنواع التهديدات الرقمية في:

  • برامج الفدية (Ransomware): تشفير الملفات والبيانات ومطالبة الضحية بدفع فدية مالية لاستعادة الوصول إليها

  • البرامج الضارة (Malware): برمجيات خبيثة تشمل الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة وبرامج التجسس التي تخترق الأنظمة وتسرق البيانات

  • الهندسة الاجتماعية (Social Engineering): التلاعب النفسي بالمستخدمين لخداعهم والحصول على معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات ضارة

  • التصيد الاحتيالي (Phishing): رسائل احتيالية تنتحل صفة جهات موثوقة لسرقة بيانات الاعتماد والمعلومات الشخصية

  • هجمات رفض الخدمة الموزعة (DDoS): إغراق الأنظمة والخوادم بحركة مرور وهمية لتعطيل الخدمات وإيقافها عن العمل

  • الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق وأتمتة اكتشاف الثغرات وتخصيص الهجمات

  • التهديدات ضد البيانات (Data Breaches): اختراقات متعمدة أو تسريبات غير مقصودة تكشف البيانات الحساسة والمعلومات السرية

  • هجمات سلسلة التوريد (Supply Chain Attacks): استهداف الموردين والشركاء الأصغر للوصول غير المباشر للمؤسسات الكبرى

  • الهجمات القائمة على الهوية (Identity-Based Attacks): سرقة بيانات الاعتماد واختراق الحسابات واختطاف الجلسات

  • هجمات الوسيط (MITM): التنصت على الاتصالات الشبكية لاعتراض الرسائل وسرقة البيانات المتبادلة بين طرفين

  • ثغرات واجهات برمجة التطبيقات (API Vulnerabilities): استغلال الثغرات في واجهات API للوصول غير المصرح به للبيانات والخدمات

  • التهديدات الداخلية (Insider Threats): موظفون أو متعاقدون يسربون البيانات بشكل متعمد أو يهملون الإجراءات الأمنية

  • الثغرات يوم الصفر (Zero-Day Exploits): استغلال ثغرات أمنية غير معروفة أو لم يتم إصلاحها قبل اكتشافها من المهاجمين

  • حذف البيانات (Data Destruction): الحذف المتعمد للبيانات بشكل يصعب أو يستحيل معه استردادها

  • التلاعب بالمعلومات (Information Manipulation): نشر معلومات مضللة ومزيفة للتأثير على الرأي العام والعمليات السياسية

دعني أفصل لك أنواع التهديدات الرقمية أكثر:

أولًا: برامج الفدية (Ransomware)

تمثل برامج الفدية تهديدًا كبيرًا في 2025، حيث زادت الهجمات بنسبة 84%، مع استهداف 70% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واستخدام أسلوب الابتزاز المزدوج لتشفير البيانات وتهديد نشرها.

تقدم برامج الفدية كخدمة (SaaS) عبر شبكات إجرامية، مما يسهل الجرائم السيبرانية ويستهدف البنية التحتية الحيوية والقطاعات الصحية والمالية.

مثال واقعي لهذا النوع من التهديدات الرقمية:

Change Healthcare / UnitedHealth Group (2024)

أكبر اختراق في تاريخ القطاع الصحي الأمريكي أثر في 100 مليون شخص. المهاجمون استخدموا حسابًا دون مصادقة ثنائية وسرقوا البيانات لمدة 9 أيام. الشركة دفعت فدية 22 مليون دولار والخسائر الإجمالية بلغت 2.5 مليار دولار.

ثانيًا: البرامج الضارة (Malware)

البرامج الضارة هي مصطلح شامل لأي برمجية مصممة لتنفيذ عمليات غير مصرح بها تؤثر سلبًا في سرية البيانات أو سلامتها أو توفرها. تتضمن هذه الفئة الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة وبرامج التجسس، وكل نوع له آلية عمل مختلفة.

تلتصق الفيروسات بالملفات النظيفة وتنتشر بسرعة، بينما الديدان تتكاثر تلقائيًا عبر ثغرات الشبكة. كما ظهرت برمجيات خبيثة تعمل في الذاكرة العشوائية، مما يصعب اكتشافها.

برمجيات التعدين الخفي (Cryptojacking) تخترق موارد الحاسوب لتعدين العملات المشفرة دون علم المستخدم، مما يستنزف موارد النظام ويؤثر في أدائه.

ثالثًا: الهندسة الاجتماعية (Social Engineering)

تستغل الهندسة الاجتماعية الخطأ البشري والسلوك الإنساني للحصول على معلومات حساسة أو الوصول غير المصرح به للأنظمة. تعتمد هذه الهجمات على التلاعب النفسي بالضحايا لخداعهم وإجبارهم على كشف بيانات سرية أو تنفيذ إجراءات خطيرة.

يشمل هذا التهديد التصيد الاحتيالي عبر البريد الإلكتروني، والتصيد الموجه للمديرين التنفيذيين، والتصيد عبر الرسائل النصية، والتصيد الصوتي. زادت هجمات التصيد بنسبة 1,265% نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء رسائل احتيالية تبدو واقعية وصعبة الاكتشاف.

ظهرت تقنية التصيد عبر رموز QR المزيفة (Quishing) كتهديد في 2025، حيث يستخدم المهاجمون رموزًا احتيالية لتوجيه الضحايا لمواقع خبيثة.

رابعًا: الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في ترسانة المهاجمين السيبرانيين خلال 2025، حيث يُستخدم لأتمتة اكتشاف الثغرات الأمنية وتحليل سلوك المستخدمين بشكل متطور. تشمل هذه الهجمات انتحال الهوية باستخدام الصوت أو الصورة (Deepfakes) لإجراء مكالمات احتيالية أو إنشاء بيانات صحفية مزيفة.

تقنيات التزييف العميق تمكّن المهاجمين من تقليد الأصوات والوجوه بدقة عالية، مما يسهل عليهم خداع الضحايا في مكالمات الفيديو الاحتيالية أو إنتاج أدلة مضللة. أدوات الذكاء الاصطناعي تقوم بتحليل بنية المواقع والأنظمة لاكتشاف نقاط الضعف بسرعة أكبر من أدوات الحماية التقليدية.

خامسًا: التهديدات ضد البيانات (Data Breaches & Leaks)

التهديدات ضد البيانات تُصنف لاختراقات متعمدة (Data Breaches) وتسريبات غير مقصودة (Data Leaks). الاختراقات المتعمدة هي هجمات منظمة من مجرمي الإنترنت للوصول غير المصرح به وسرقة بيانات حساسة، بينما التسريبات تنتج عن أخطاء بشرية أو ثغرات في التكوين.

مع الاعتماد الكبير على الخدمات السحابية، أصبحت الإعدادات الخاطئة (Misconfigurations) وضعف كلمات المرور أسباباً شائعة لتسريب البيانات السحابية. شهدت اختراقات السحابة زيادة بنسبة 75% في 2023، مع وجود 23% من حوادث أمن السحابة ناتجة عن أخطاء التكوين.

أصبحت روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي هدفًا للهجمات، حيث يمكن للمهاجمين إدخال تعليمات محددة لاستخراج معلومات حساسة وتعريض المؤسسات لتسريب البيانات.

سادسًا: هجمات رفض الخدمة الموزعة (DDoS)

تستهدف هجمات رفض الخدمة توافر الأنظمة والبيانات باستنفاد موارد الخدمة أو إرهاق مكونات البنية التحتية للشبكة. شهدت هذه الهجمات زيادة بنسبة 31% مع إطلاق المجرمين لمتوسط 44,000 هجوم يوميًا في عام 2023.

تطورت هجمات DDoS لتستخدم تقنيات متقدمة تخفي مصدر الهجوم وتجعل اكتشافه معقدًا. أصبحت خدمات DDoS-for-hire متاحة على الإنترنت المظلم، مما سهّل على المهاجمين غير المحترفين شن هجمات واسعة النطاق.

سابعًا: هجمات سلسلة التوريد (Supply Chain Attacks)

بدلاً من مهاجمة المؤسسات الكبيرة مباشرة، يستهدف المهاجمون مزودي البرمجيات أو الخدمات الأصغر حجماً ضمن منظومتها للوصول غير المباشر. ارتفعت نسبة هذه الهجمات بشكل ملحوظ في 2023 بسبب توسع استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر.

أظهرت الحوادث المعروفة مثل SolarWinds وMOVEit مدى خطورة الهجمات التي تستغل الثقة بين المؤسسات ومورديها. تستهدف هذه الهجمات نقاط الضعف في سلسلة التوريد لاختراق عدة مؤسسات في آن واحد.

ثامنًا: الهجمات القائمة على الهوية (Identity-Based Attacks)

شهدت هجمات سرقة بيانات الاعتماد واختطاف الجلسات ارتفاعًا قياسيًا خلال 2025، حيث قفزت الحوادث بنسبة 800% وفقاً لأحدث التقارير الأمنية. يستغل المهاجمون ضعف أنظمة تسجيل الدخول الموحد (SSO) والثغرات في تطبيق المصادقة متعددة العوامل، خاصة في الحسابات الخدمية والهويات غير البشرية التي تفتقر للحماية الكافية. تعتمد هذه الهجمات على استخدام كلمات مرور مسروقة أو اختراق حسابات المستخدمين الشرعية للوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الداخلية. يتسلل المهاجمون دون إثارة الشبهات لأنهم يظهرون كمستخدمين عاديين. تُباع البيانات المسروقة في الأسواق المظلمة عبر 368 وسيط نشط في أكثر من 130 دولة، مما يسهل على مجموعات الجرائم السيبرانية شراء بيانات الاعتماد الجاهزة بدلاً من تنفيذ عمليات اختراق مباشرة.

يستهدف المهاجمون الحسابات الشخصية للموظفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال لأنها عادة أقل أماناً من الحسابات المؤسسية. تقنيات كسر كلمات المرور المتقدمة تسهل على المهاجمين الوصول للحسابات المحمية بشكل ضعيف.

تاسعًا: ثغرات واجهات برمجة التطبيقات (API Vulnerabilities)

أصبحت واجهات برمجة التطبيقات أساسية في معظم التطبيقات الحديثة، لكنها تشكل نقطة ضعف عند عدم تأمينها بشكل صحيح. تشمل الثغرات الشائعة سوء إدارة التصاريح وتسريب البيانات وتجاوز آليات التوثيق.

تمثل الأذونات المفرطة والإعدادات السحابية الضعيفة تمثل نقاط اختراق متكررة للمهاجمين الذين يستغلون ثغرات API للوصول لبيانات حساسة. المؤسسات التي لا تطبق معايير أمان صارمة على واجهات API تواجه مخاطر عالية من اختراق بياناتها.

عاشرًا: التهديدات الداخلية (Insider Threats)

تأتي التهديدات الداخلية من الموظفين أو المتعاقدين الذين لديهم وصول لبيانات وأنظمة الشركة. قد تكون هذه التهديدات متعمدة من موظف ساخط أو غير مقصودة نتيجة إهمال أو نقص في الوعي الأمني.

تشمل المخاطر الداخلية سرقة البيانات الحساسة أو بيعها للمنافسين أو الكشف غير المتعمد عن معلومات سرية. تقنيات الكشف عن التهديدات الداخلية تساعد المؤسسات على رصد السلوك المشبوه للمستخدمين الداخليين قبل تحول الموقف لأزمة.

حادي عشر: التلاعب بالمعلومات (Information Manipulation)

يشير التلاعب بالمعلومات والتدخل الأجنبي إلى سلوك يهدد القيم والإجراءات السياسية. تُنفذ هذه الأنشطة بشكل متعمد ومنسق من قبل جهات حكومية أو غير حكومية. تشمل هذه العمليات الهجمات السيبرانية الخبيثة التي تم رصدها خلال الفترة المشمولة بالتقرير. تُستخدم هذه الهجمات لنشر معلومات مضللة وتشويه الحقائق، مما يؤثر على الرأي العام.

هل قررت تطبيق حلول الأمن السيبراني في مؤسستك لكي تحميها من أنواع التهديدات الرقمية المختلفة التي طرحناها؟ 

شاركه الآن:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هل لديك اى استفسار؟

لا تتردد بالاتصال بنا نحن نعمل على مدار الساعة للاجابة عن استفسار لديك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *