استراتيجية الأمن السيبراني
أغسطس 21, 2024

بعد أن عرفنا ما هو الأمن السيبراني في المقال السابق، جاء دور بناء استراتيجية الأمن السيبراني لحماية المواقع الإلكترونية والبوابات الرقمية والبيانات من الاختراق، مهما كانت حجم الشركة أو المؤسسة، كبيرة أو صغيرة. لذلك سوف نناقش معًا في هذا المقال سنتعرف على هذه الاستراتيجية وأهمية وكيفية تطبيقها.
ما هي استراتيجية الأمن السيبراني
استراتيجية الأمن السيبراني هي خطة شاملة خدمات الأمن الاسيبراني وتوزيعها في مراحل مدروسة لتحقيق الهدف. تهدف إلى حماية أصول المؤسسة ضد التهديدات الإلكترونية على مدى سنوات قادمة. تعتمد هذه الاستراتيجية على مبدأ التحول من التصدي للهجمات بعد وقوعها إلى تبني إجراءات وقائية تمنع حدوثها. تركز الاستراتيجية على تأمين البيانات والأنظمة التقنية والتعامل بمرونة مع المخاطر السيبرانية.
أهمية استراتيجية الأمن السيبراني
أهمية هذه الاستراتيجية تنبع من ازدياد الهجمات السيبرانية وتعقيداتها، وتطور قيمة البيانات وتعاظم العقوبات عند اختراقها، إضافة إلى تزايد العمل عن بعد وتطور الأعمال الرقمية، وذلك عن طريق:
حماية البيانات الحساسة للشركات
تُعتبر المعلومات أحد أكثر الأصول قيمة. تخيل سيناريو تُسرق فيه بيانات عملائك أو تُخترق خططك التجارية، كارثة!
الواقع هو أن الشركات التي تفشل في تأمين بياناتها تتعرض لخسائر مالية فادحة وتواجه خطر فقدان ثقة عملائها. هنا يأتي دور الأمن السيبراني كدرع وقائي يحمي هذه البيانات من الهجمات الخبيثة، سواء كانت محاولة قرصنة، تسريب للبيانات، أو استهداف عبر البرامج الضارة.
ضمان استمرارية الأعمال
تعتمد العمليات التشغيلية للشركات على تدفق مستمر للمعلومات. مع تزايد الهجمات السيبرانية، تصبح استمرارية الأعمال مرتبطة بفعالية الحلول الأمنية، مما يضمن التعامل مع التهديدات ومنع أي توقف قد يؤدي لخسائر مالية.
تعزيز ثقة العملاء
في بيئة تنافسية يسعى فيها العملاء إلى الأمان والثقة في تعاملاتهم مع المؤسسات. عندما يشعر العميل بأن معلوماته، سواء كانت شخصية أو مالية، محمية حماية جيدة، فإن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على العلاقة بين العميل والشركة. من خلال تعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني، لا تحمي الشركات عملاءها فحسب، بل تعزز أيضًا ولاءهم على المدى الطويل.
دعم التحول الرقمي بأمان
من التجارة الإلكترونية إلى الخدمات السحابية، تعتمد الكثير من الشركات اليوم على التكنولوجيا الرقمية لتقديم خدماتها وإدارة عملياتها. ومع هذا التحول، تزداد التهديدات السيبرانية التي تستهدف هذه البيئات الرقمية. لذلك، يمثل الأمن السيبراني ضمانًا لسلامة هذا التحول، من خلال تأمين المعاملات المالية، حماية البنية التحتية السحابية، وتأمين الأنظمة الرقمية ضد أي اختراقات.
الامتثال للوائح والقوانين
مع تزايد الهجمات السيبرانية وتعقيد التكنولوجيا، أصدرت العديد من الدول قوانين تلزم الشركات بالامتثال لمعايير حماية البيانات والأمن السيبراني. الشركات التي تستثمر في الأمن السيبراني لا تلتزم فقط بهذه القوانين، بل تتجنب أيضًا العقوبات القانونية المحتملة وتحافظ على سمعتها كشريك موثوق في السوق. الالتزام بهذه المعايير يعزز مكانة الشركة في مواجهة المنافسة ويزيد من قدرتها على جذب عملاء وشركاء جدد.
خطوات بناء استراتيجية الأمن السيبراني

1. الاكتشاف 🔍
الهدف من هذه المرحلة هو فهم الوضع الأمني الحالي بعمق.
نبدأ بتقييم شامل للبنية التحتية الرقمية، والأنظمة، والتطبيقات.
نُجري اختبارات اختراق وتحليل للثغرات لتحديد النقاط الحساسة.
نرسم خريطة واضحة للأصول الرقمية والأولويات الأمنية.
النتيجة: رؤية دقيقة لمستوى النضج الأمني وتحديد المخاطر ذات الأولوية العالية.
2. التصميم 🧩
في هذه المرحلة نضع الإطار الأمني الكامل الذي يوجّه الاستراتيجية.
نُحدّد السياسات الأمنية ومعايير الحماية لكل مستوى من النظام.
نضع خطة عمل وجدولًا زمنيًا للتنفيذ، مع توزيع المسؤوليات بوضوح.
نُصمم بنية استجابة للحوادث، وخطة استمرارية الأعمال (BCP).
النتيجة: خطة استراتيجية متكاملة تراعي التوازن بين الحماية والكفاءة التشغيلية.
3. التطبيق ⚙️
هنا تبدأ المرحلة العملية لتطبيق الضوابط والسياسات.
نُنفّذ الحلول الأمنية المناسبة مثل أنظمة المراقبة، التشفير، وإدارة الوصول.
نُجري اختبارًا تجريبيًا على نطاق محدود لتأكيد جاهزية الأنظمة.
بعد التحقق، نوسّع التطبيق تدريجيًا ليشمل كامل البنية التحتية.
النتيجة: نظام أمني مُطبّق فعليًا، تم اختباره ومراجعته قبل التشغيل الكامل.
4. التمرين 🧠
المرحلة الأخيرة تهدف إلى ضمان الاستجابة الفعلية عند وقوع أي تهديد.
نقوم بمحاكاة لهجمات إلكترونية متنوعة لاختبار كفاءة الاستراتيجية.
نُدرّب الفرق على التعامل مع الطوارئ وفقًا لسيناريوهات واقعية.
نُراجع النتائج ونُحدث الإجراءات بناءً على الدروس المستفادة.
النتيجة: جاهزية عالية، وسرعة استجابة، ونظام أمني متجدد دائمًا.
خصائص استراتيجية الأمن السيبراني الناجحة
- قابلة للاستخدام والتطور: يجب أن تكون الاستراتيجية مرنة وقابلة للتحديث لمواكبة التهديدات الجديدة.
- تحسب حساب الخطأ البشري: تتضمن إجراءات للتعامل مع الأخطاء البشرية وتقليل آثارها.
- موحدة ومنفذة من الجميع: يجب أن يلتزم جميع العاملين بتطبيق الاستراتيجية مع وجود فريق متخصص لمراقبة تنفيذها.
- تخطط للاستثناءات والحوادث: وضع خطط لمواجهة الحوادث غير المتوقعة والتعامل معها بفعالية.
أهم استراتيجيات الأمن السيبراني
- إشراك القادة في المؤسسة: يجب أن يكون الأمن السيبراني جزءًا من الثقافة المؤسسية ويشمل القادة وصناع القرار.
- تدريب الموظفين: تدريب الموظفين على بروتوكولات الأمان وزيادة الوعي بالتهديدات السيبرانية.
- ضمان تكامل البرامج: تطبيق معايير الأمان عند دمج الأنظمة المختلفة.
- سياسات استخدام الأجهزة المحمولة: توفير تقنيات أمان مثل VPN و المصادقة متعددة العوامل، وتطبيق سياسة استخدام الأجهزة الخاصة BYOD.
- شراء التأمين الإلكتروني: لا يمنع التأمين الإلكتروني الهجمات لكنه يقلل من آثار الاختراقات ويوفر حماية قانونية ومالية.
- استخدام بروتوكولات نقل الملفات الآمنة: ضمان تشفير البيانات أثناء نقلها لحمايتها من السرقة أو التلاعب.
هل ترغب في تطبيق حلول الأمن السيبراني في مؤسستك الرقمية؟
هل لديك اى استفسار؟
لا تتردد بالاتصال بنا نحن نعمل على مدار الساعة للاجابة عن استفسار لديك
- 920029985
- sales@arqaam.sa